سأحكي لكم قصة قصيرة : كان هناك أحد الشيوخ يحتضر (يوشك على الموت) في فراشه، استدعى ابنه الوحيد ليجلس بقربه و ما إن جلس أعطاه ورقة ثم قال له (الشيخ قال للإبن) : خذ هذه الورقة بعد مماتي إن قرأتها فلعنة الله عليك إياك أن تقرأ مافيها إياك ثم إياك .... ، مات الشيخ و أخذ الولد يفكر فيماذا تحمله تلك الورقة و لماذا منعه أبوه من قراءتها...
ذهب إلى بيته ثم أعطى تلك الورقة لزوجته و قال لها : لقد أعطاها لي أبي قبل مماته و طلب مني عدم قراءتها. و عندما قرأتها زوجته انفجرت من الغيظ و أخذت تسب زوجها و طلبت منه الطلاق.... و بعد أيام توجه الرجل إلى المسجد كي يصلي و بعد الصلاة حكى الرجل للإمام كل شيء و ماحدث بينه و بين زوجته و أعطاه الورقة كي يقرأها.... و ما إن قرأ الإمام الورقة حتى انقلب مزاج وجهه و أخذ يصرخ و يسب الرجل و طلب منه مغادرة المسجد بسرعة و عدم الرجوع إليه..... و كان الرجل كلما توجه إلى شخص كي يقرأ له الورقة يتفاجأ الشخص و يسبه و يطلب منه الإبتعاد عنه ... شعر الرجل أنه أصبح وحيدا فلا أحد يريد مقابلته أو لقاءه أو التحدث معه .
فقرر مغادرة البلد و بينما هو مسافر فوق الباخرة رآه القبطان حزينا و مكتئبا فقدم إليه و سأله : مابالك تبدو حزينا؟ حكى له الرجل كل شيء فطلب القبطان تلك الورقة كي يقرأها رفض الرجل إعطاءه الورقة خوفا من ردة فعله (ردة فعل القبطان) فوعده القبطان بأنه لن يغضب فأعطاه الرجل الورقة و لكن القبطان بعد قراءتها لم يتمالك نفسه و فعل مثلما يفعل الكل و فوق ذلك أمر بإنزاله من السفينة إلى البحر فوضعه في قارب و تركه في البحر وحيدا...........
جلس الرجل مدمرا وقال في نفسه : الآن من المؤكد أني سأموت .... سأقرأ الورقة كي أعرف سبب ابتعاد الناس عني...
أمسك الرجل الورقة
فتحها
و ماإن حاول قراءتها
هبت ريح قوية طيرتها بعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا.......